هل فكرت يومًا في حل طبي يدمج بين الدقة والسرعة لعلاج أمراض وأورام الكبد؟ الاشعة التداخلية للكبد قد تكون هي الجواب الذي يبحث عنه كل مريض يرغب في إنهاء معاناته. إنها تقنية طفيفة التوغل، تساهم في علاج الأورام والتليف وأمراض القناة الصفراوية.

ما هي الاشعة التداخلية للكبد؟
الأشعة التداخلية للكبد تمثل تخصصًا طبيًا يجمع بين استخدام الأشعة التشخيصية (مثل الأشعة المقطعية، والأشعة السينية، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والموجات فوق الصوتية) مع إجراءات طبية طفيفة التوغل.
يقوم الطبيب الاستشاري – مثل دكتور سمير عبد الغفار استشاري الأشعة التداخلية – بتوجيه أدوات دقيقة داخل الجسم، عبر الجلد أو عن طريق الشريان الكبدي أو الوريد، للوصول إلى الورم أو الخلايا السرطانية مباشرةً. تعتبر هذه التقنيات كبديل للجراحة المفتوحة في كثير من الحالات، مما يقلل المخاطر ويساعد المرضى في التخلص من الأورام السرطانية بأقل قدر من الألم.
كيف تتم الأشعة التداخلية للكبد
- تحديد الورم: يعتمد الطبيب على التصوير المقطعي أو الموجات فوق الصوتية لتشخيص حجم الورم وموقعه داخل الكبد وتحديد الأوعية الدموية المغذية له.
- إدخال القسطرة: يتم إدخال قسطرة رفيعة من خلال فتحة صغيرة في الجلد، ثم توجه عبر الشرايين أو الأوردة المناسبة للوصول إلى مكان الورم.
- حقن مادة العلاج: قد تُستخدم حبيبات متناهية الصغر محملة بمادة كيميائية (الكيموثيرابي) أو مادة مشعة، وذلك لقطع الإمداد الدموي عن الورم (الانصمام) أو لتدمير الخلايا السرطانية بداخلها.
- كي الأورام: في بعض الحالات، يعتمد الطبيب على تقنيات الكي الحراري مثل التردد الحراري (Radiofrequency Ablation) أو الكي بالميكروويف، أو حتى الحقن بالمادة الكيماوية مباشرةً، لتدمير الورم بالكامل.
يتم إجراء هذه العملية تحت التخدير الموضعي غالبًا، كما يمكن استخدام المهدئات لضمان راحة المريض خلال الإجراء، مما يجعلها أقل خطورة من التدخل الجراحي المفتوح.
مضاعفات الحقن الشرياني للكبد
رغم أن التداخل محدود التوغل يعد أكثر أمانًا من الجراحة التقليدية، فقد تحدث بعض المضاعفات الطفيفة، مثل:
- تغيرات عابرة في وظائف الكبد.
- ألم خفيف في موضع إدخال القسطرة.
- ارتفاع مؤقت في درجة الحرارة بسبب تدمير أنسجة الورم.
- نادرًا ما يحدث نزيف أو إصابة بالشريان المغذي للورم أو القناة الصفراوية، لكن هذه الحالات قليلة ونسبة خطورتها محدودة مع فريق طبي متخصص.
أنواع الأشعة على الكبد
- التصوير بالرنين المغناطيسي: يوضح طبيعة الأنسجة والخلايا بدقة فائقة.
- الأشعة السينية: تُستخدم أثناء الإجراءات لتتبع حركة القسطرة داخل الأوعية الدموية.
- الأشعة المقطعية: تعطي صورًا مفصلة لحجم الورم وتساعد في توجيه الإبرة أو القسطرة بدقة.
- الموجات فوق الصوتية: مفيدة لتوجيه الإبرة في عمليات أخذ عينات الخزعات (Biopsy) واستئصال البؤر السرطانية بالتردد الحراري.
شكل سرطان الكبد في الأشعة
عند فحص الكبد بأشعة التصوير المقطعي أو الموجات فوق الصوتية، يظهر الورم السرطاني غالبًا كبؤرة مختلفة الكثافة عن الأنسجة السليمة. قد تكون الخلايا الخبيثة محاطة بأوعية دموية كثيفة، وهذا ما يساعد الطبيب في تحديد الشريان أو الوريد المغذي للورم، ما يسهل إجراءات الانصمام الشرياني أو الحقن الكيميائي.
أضرار الأشعة بالصبغة على الكبد
في معظم الحالات، تعتبر الصبغات المستخدمة آمنة؛ ومع ذلك قد تواجه قلة من المرضى مضاعفات مثل:
- حساسية ضد الصبغة (طفح جلدي أو حكة).
- ارتفاع مؤقت في أنزيمات الكبد، خاصة عند مرضى التليف أو التهاب القناة الصفراوية.
- في الحالات النادرة جدًا، قد تسبب مشكلات في الكلى لدى من يعانون أمراض الكلى المزمنة.
أسعار الأشعة التداخلية للكبد
تختلف تكلفة الأشعة التداخلية للكبد حسب:
- نوع التقنية المستخدمة (مثل الانصمام الكيميائي، الانصمام بالحبيبات المشعة أو الكي بالتردد الحراري).
- عدد الجلسات المطلوبة وحجم الورم.
- مستوى المركز الطبي أو المستشفى.
- خبرة الفريق المعالج وتوافر الأدوات والتقنيات الحديثة.
بشكل عام، تُعتبر التكاليف مناسبة مقارنة بجراحات الاستئصال الكبيرة أو زراعة الكبد، خاصة أنها تتم بأقل تدخل جراحي ممكن وبدون إحداث شقوق كبيرة داخل الجسم.
الأسئلة الشائعة
لماذا يطلب الطبيب تصوير الكبد؟
يطلب الطبيب تصوير الكبد لتشخيص مجموعة من الحالات الصحية، مثل:
- تشخيص الأورام: الكشف عن الأورام الخبيثة أو الحميدة، وتحديد حجمها وموقعها.
- متابعة التليف: مراقبة حالة أنسجة الكبد لدى مرضى التليف أو الأمراض المزمنة.
- الكشف عن المشكلات الصفراوية: مثل انسداد القنوات الصفراوية أو وجود حصوات.
- تقييم وظائف الكبد: للتأكد من تدفق الدم عبر الأوعية الدموية الكبدية.
- توجيه العلاجات: كإدخال إبرة أو قسطرة بدقة لتطبيق العلاجات مثل الكي بالترددات أو الانصمام بالحبيبات متناهية الصغر.
ما هي الأعراض الجانبية التي قد تحدث نتيجة لعلاج أورام الكبد بالأشعة التداخلية؟
رغم أن الأشعة التداخلية تعتبر طفيفة التوغل وأقل خطورة من الجراحات المفتوحة، إلا أن بعض الأعراض الجانبية قد تشمل:
- ألم موضعي: في مكان إدخال القسطرة أو الإبرة.
- تغيرات في وظائف الكبد: بشكل مؤقت بعد العلاج.
- حساسية خفيفة: نتيجة استخدام مواد كيماوية أو صبغات أثناء العلاج.
- حمى خفيفة: بسبب تدمير أنسجة الورم.
- نزيف طفيف: نادر الحدوث في موضع العلاج أو من الأوعية الدموية.
ملحوظة: يتم تقليل هذه المخاطر بفضل استخدام تقنيات حديثة ودقيقة ووجود فريق طبي متخصص.
ختامًا، تمثل الاشعة التداخلية للكبد واحدة من أكثر الأساليب الطبية تطورًا لعلاج أورام الكبد الأولية والثانوية، سواء من خلال حقن المواد الكيميائية أو الكي الحراري أو الانصمام بالحبيبات متناهية الصغر.
وقد أثبتت هذه الإجراءات فاعليتها في تدمير الورم وتقليل المضاعفات، مما يساعد مرضى الكبد المزمن على تحسين حالتهم الصحية دون جراحة مفتوحة. مع الاعتماد على فريق من أساتذة واستشاريي الأشعة التداخلية، مثل دكتور سمير عبد الغفار، يمكن إنهاء معاناة الكثيرين وإتاحة فرصة شفاء أفضل لهم.