تعرف على ما هو المسح الذري للاورام؟ وكيفية استخدام المواد المشعة في التشخيص المبكر وتحديد انتشار السرطان. اكتشف الأضرار والاحتياطات بعد الفحص ومدة العزل.
هل تخيلت يومًا إجراءً طبيًا يساعد في الكشف المبكر عن الأورام وتحديد انتشارها داخل الجسم بدقة عالية؟ المسح الذري للأورام هو تلك التقنية المبتكرة التي تقدم صورًا ثلاثية الأبعاد توضح أماكن وجود السرطانات، وتساعد الطبيب في اختيار أفضل خطة علاج.
ما هو المسح الذرى للاورام؟
المسح الذري للأورام يُعرف أيضًا باسم فحص PET/CT أو التصوير النووي، وهو تقنية تشخيصية تستخدم المواد المشعة (مثل النظائر المشعة) للكشف عن وجود أورام سرطانية في الجسم.
يتم هذا الإجراء عن طريق حقن المريض بمادة مشعة صغيرة الكمية مثل مادة البوزيتروني (التي تستخدم في فحص PET) أو مواد أخرى يُحددها الطبيب وفق الحاجة، ثم يقوم جهاز التصوير بالتقاط صور ثلاثية الأبعاد لتوضيح أماكن الأورام ومراحل انتشارها.
هذا الفحص يعتبر أحد أهم الأساليب في الطب النووي، حيث يقدم صورًا دقيقة لتقييم نشاط الأورام داخل الهيكل العظمي أو الأنسجة والأعضاء، مثل الغدة الدرقية أو البروستاتا أو الثدي أو الرئة أو الكبد أو الكلى وحتى القلب.
أضرار المسح الذري على المحيطين
عادةً ما تكون كميات الإشعاع المستخدمة في المسح الذري صغيرة جدًا، لذلك فإن الخطر على المحيطين بالمريض يكون محدودًا. مع ذلك، يُنصح دائمًا بالالتزام بتعليمات السلامة الإشعاعية الصادرة من الوحدة المختصة، لتقليل أي احتمالية للتعرض للإشعاع.
فمثلًا، قد يُطلب من المريض الانتظار في غرف مخصصة بعد الحقن بالمادة المشعة لفترة زمنية (دقيقة أو ساعة) قبل التجول، وذلك بهدف تقليل تعرض الآخرين لكميات ضئيلة من الإشعاع الناتجة عن الفحص.
ماذا يشعر المريض بعد المسح الذري؟
غالبًا لا يشعر المريض بألم خلال هذا الفحص، فهو أشبه بإجراء فحص أشعة عادي، لكن قد ينزعج البعض من إبرة الحقن بالمادة المشعة في الوريد.
بعد الانتهاء، قد يطلب منك الطبيب شرب كمية مناسبة من الماء لمساعدة الجسم على التخلص من بقايا المواد المشعة عبر الكلى والدم.
أيضًا، يشعر بعض المرضى بالقلق أو التوتر أثناء فترة الانتظار، لذا دائمًا ما ينصح بالاسترخاء والتفكير في أن الهدف هو اكتشاف الأورام أو متابعة العلاج بشكل دقيق.
الاحتياطات بعد المسح الذري
بعد الفحص، يتطلب الأمر في بعض الحالات الابتعاد عن الأطفال والحوامل لفترة قصيرة، خاصة إذا كانت هناك مواد عالية النشاط النسبي مثل اليود المشع المستخدم في تشخيص أو علاج بعض حالات أورام الغدة الدرقية.
ومن المهم اتباع التعليمات المرفقة لتقليل أي تعرض إشعاعي محتمل للمحيطين. في المعتاد، الفترة الزمنية تكون قصيرة جدًا وتختلف باختلاف نوع المادة المستخدمة في الفحص.
كيف يظهر السرطان في المسح الذري؟
يستخدم المسح الذري تقنيات مختلفة مثل PET (التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني) أو CT (الأشعة المقطعية) أو فحص العظام بالمواد المشعة، لكشف مناطق النشاط السرطاني.
الأورام الخبيثة عادةً تستهلك المادة المشعة بشكل أكبر من الأنسجة السليمة، فيظهر الورم السرطاني بشكل أكثر إضاءة على الصور. فحص PET/CT تحديدًا يوضح أين ترتفع معدلات تدفق الدم أو استهلاك الطاقة، مما يساعد في تقييم الورم وموقعه بدقة.
لماذا يطلب الطبيب مسح ذري؟
قد يطلب الطبيب مسح ذري للكشف المبكر عن السرطان وتحديد مدى انتشاره في العظام والأعضاء الداخلية، أو متابعة نتائج العلاج، ومعرفة إن كان هناك أورام ثانوية أم لا.
يُستخدم هذا الفحص أيضًا في تشخيص مشاكل القلب مثل تقييم عضلة القلب والشريان التاجي، والكشف عن أمراض الغدة الدرقية أو العظام (مثل الكشف عن وجود نقائل سرطانية في الهيكل العظمي). الدكتور قد يستعين بهذا النوع من الفحوصات عند التخطيط لعلاج سرطان البروستاتا، وذلك لتحديد مكان الورم بشكل أدق.
متى تظهر نتيجة المسح الذري؟
غالبًا يتم الانتهاء من التقاط الصور خلال مدة تتراوح بين 30 و60 دقيقة، ولكن التقرير التشخيصي النهائي قد يستغرق بعض الوقت لتحليله من قبل المختصين بالأشعة التشخيصية والطب النووي.
في بعض الحالات، قد تحصل على النتائج الأولية في نفس اليوم، أو في اليوم التالي حسب ضغط العمل في المركز والمستشفى.
مدة العزل بعد المسح الذري
في بعض فحوصات الطب النووي التشخيصية البسيطة، لا يحتاج المريض إلى العزل على الإطلاق أو قد يحتاج إلى بضع ساعات فقط.
أما في حالات استخدام المواد المشعة الأقوى للعلاج وليس للتشخيص، فقد تمتد مدة العزل من أيام إلى أسبوع، تبعًا لنوع المادة المشعة والنشاط الإشعاعي لها. ويكون الهدف من هذه الفترة هو حماية المحيطين من أي جرعات إضافية غير ضرورية من الإشعاع.
